أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD  أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD

آخر الأخبار

أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع

إقليم بركان على موعد مع القطار: تفاصيل مسار الخط السككي الجديد الذي سيغيّر مستقبل الجهة الشرقية

مسار الخط السككي الجديد


السكك الحديدية

قطار طال انتظره منذ عقود:


منذ عقود طويلة، ظل إقليم بركان يعيش على هامش الخريطة السككية للمملكة، محرومًا من الربط المباشر بشبكة السكك الحديدية الوطنية، على الرغم من موقعه الاستراتيجي ووزنه الفلاحي والسياحي المتصاعد. واليوم، تلوح في الأفق بوادر انفراج طال انتظاره: مشروع خط سككي جديد يربط مدينة بركان بالمراكز الحضرية المجاورة، ويضعها أخيرًا على سكة التنمية المتقدمة.


هذه الخطوة التي تتداولها المجالس المحلية والإقليمية باهتمام بالغ، قد تكون بداية مرحلة جديدة للإقليم، تنهي عزلة طويلة وتفتح الباب أمام دينامية اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.


المسار المرتقب: من سلوان مرورًا بأكليم وأولاد ستوت في اتجاه بركان وصولآ إلى وجدة


وفقًا للمعطيات المؤكدة، فإن المشروع السككي الجديد سينطلق من مدينة سلوان الواقعة قرب الناظور، ويتجه نحو جنوب مدينة زايو، ثم يخترق منطقة "خمس قناطر" التابعة لجماعة أولاد ستوت، ليصل بعد ذلك إلى مدينة أكليم، قبل أن يحط رحاله في مدينة بركان.


هذا المسار لم يكن عشوائيًا، بل اختير بعناية فائقة لضمان الربط الأمثل بين المحاور الحيوية، وتفادي العوائق الجغرافية أو العقارية. ومن خلال هذا الامتداد، سيتمكن الإقليم من التموقع كحلقة وصل بين مدن الجهة الشرقية، لا سيما بين الناظور ووجدة.


نقاط القوة في هذا المسار:


  • ربط مدينة زايو مباشرة بمسار سككي استراتيجي.


  • مرور الخط عبر جماعة أولاد ستوت، ما يفتح آفاقًا عمرانية جديدة للمنطقة.


  • ربط مباشر لأكليم، التي تمثل مركزًا حضريًا صاعدًا، بخط سككي يدعم نقل البضائع والمسافرين.


  • وصول الخط إلى بركان و وجدة، لكونهما يمثلان مركزًا إداريًا وفلاحيًا مهمًا، يعني دمجهما الفعلي في الشبكة الوطنية للتنمية.


محطة القطار

تفريعات استراتيجية نحو السعيدية وأحفير:


في تطور لافت يعكس الرؤية التوسعية للمشروع، كشفت المعطيات الأولية أن التصميم التقني المقترح يتضمن تفريعين رئيسيين:


  1. تفريعة أولى نحو السعيدية:

    وهو توجّه سياحي بامتياز، يهدف إلى ربط المدينة الساحلية الشهيرة مباشرة بشبكة السكك الحديدية. ومن شأن هذا الربط أن ينعش السياحة الداخلية والخارجية، ويُسهل تنقّل الزوار من وإلى الشواطئ المتوسطية.

  2. تفريعة ثانية نحو مدينة أحفير:

    وهي منطقة ذات امتداد حدودي وتجاري مهم، وربطها بالسكك سيساهم في تحسين تدفّق السلع والبضائع، وتعزيز حركة النقل مع الجارة الجزائر، في حال فُتحت الحدود مستقبلًا.


هذه التفريعات تؤكد أن المشروع ليس مجرد خط بسيط، بل رؤية شمولية لإدماج الجهة الشرقية في التنمية المندمجة.


انعكاسات المشروع على إقليم بركان:


1. التنمية الاقتصادية:


إن دخول القطار إلى إقليم بركان سيُحدث تحولًا جوهريًا في بنيته الاقتصادية، خصوصًا في مجالات:


  • الفلاحة: حيث سيسهل نقل المنتجات الزراعية نحو الأسواق الوطنية والدولية.

  • السياحة: بفضل القرب من السعيدية وأحفير، وتحول بركان إلى نقطة عبور مريحة.

  • الخدمات: بما فيها الفنادق، والمطاعم، والتجارة، والنقل المحلي.


2. العدالة المجالية:


طالما شكى سكان بركان من التهميش السككي مقارنة بأقاليم مجاورة مثل وجدة أو الناظور. ويمثل هذا المشروع خطوة تصحيحية في مسار العدالة المجالية، ويعيد الاعتبار لمناطق ظلت خارج مشاريع البنية التحتية لعقود.


3. تقليص الهجرة نحو المدن الكبرى:


الربط السككي سيمنح ساكنة بركان فرص عمل وتنقل جديدة، ويُقلل من ظاهرة الهجرة الداخلية القسرية نحو مدن مثل الدار البيضاء أو الرباط، خاصة في صفوف الشباب.


4. خلق دينامية عمرانية:


من المتوقع أن ترتفع قيمة الأراضي والمنازل في المناطق التي سيمر منها الخط، خاصة في زايو وأكليم وأولاد ستوت، ما سيحفّز على الاستثمار والبناء وتنمية الضواحي.


التحديات المطروحة: بين الحلم والواقع


رغم التفاؤل الكبير الذي يرافق هذا المشروع، إلا أن هناك تحديات تقنية وبيئية وإدارية يجب الانتباه إليها:


  • الطبيعة الجغرافية المتنوعة للإقليم قد تفرض حلولًا هندسية مكلفة.


  • ضرورة ترحيل بعض المرافق أو تعويض أصحاب الأراضي التي سيمر منها الخط.


  • ضمان الشفافية في الصفقات العمومية المرتبطة بالمشروع، حتى لا يتحول حلم التنمية إلى ملف فساد.


  • ضبط الجدول الزمني بدقة، حتى لا يتأخر الإنجاز كما حدث في مشاريع أخرى.


التفاعل المحلي: الجماعات تترقّب وتتحرّك


في هذا السياق، توصلت جماعة أولاد ستوت بتصميم التهيئة الذي يؤكد مرور المسار من أراضيها، وهو ما خلق حالة من الترقب واليقظة وسط المجالس المنتخبة.


وقد دعت السلطات المعنية الجماعات الترابية المتأثرة إلى تقديم ملاحظاتها واقتراحاتها التقنية والإدارية، في خطوة تهدف إلى إشراكها في إعداد المشروع، وضمان انسجامه مع الواقع المحلي.


جماعة بركان الحضرية، وجماعة أكليم، وجماعة زايو، وكلها أصبحت طرفًا معنيًا بجدول زمني جديد، وخارطة طريق تنموية تفرض استعدادًا مبكرًا.


موقف المجتمع المدني: بين الأمل والمطالبة بالشفافية


نشطاء المجتمع المدني في بركان عبروا عن تفاؤلهم الحذر بخصوص هذا المشروع، مؤكدين أن نجاحه لا يتوقف على التصميم فقط، بل على:


  • إشراك الساكنة في اتخاذ القرار.


  • الحفاظ على البيئة والمساحات الخضراء في المناطق الحضرية.


  • ضمان عدالة التوزيع في محطات التوقف والمرافق المرافقة.


وقد طالبت جمعيات بيئية وتنموية بضرورة إصدار دراسات الأثر البيئي، والتواصل مع المواطنين بلغة مفهومة، لتفادي التوترات أو الاعتراضات لاحقًا.


بركان... نحو محطة مركزية للجهة الشرقية؟


إذا تم تنفيذ المشروع وفق الرؤية الحالية، فإن مدينة بركان مرشحة للتحول إلى محطة مركزية في شبكة السكك بالشرق، بما في ذلك:


  • محطة رئيسية تربط بين الغرب (الناظور/سلوان) والشرق (وجدة).


  • نقطة تقاطع مع تفريعات سياحية وتجارية.


  • حاضنة جديدة للاستثمار في اللوجستيك والتوزيع.


وسيكون ذلك تتويجًا لسنوات من الانتظار والمطالبات الشعبية والمؤسساتية، وفرصة ذهبية لا يجب تفويتها.


ختاما: قطار بركان لا يجب أن يتأخر


لقد حان الوقت لتكريس مفهوم العدالة التنموية، ورفع الحيف عن أقاليم عانت التهميش رغم مؤهلاتها الكبرى. فمشروع الخط السككي الجديد ليس مجرد سكة تُعبّد، بل وعدٌ بالأمل وفرصة حقيقية لمغادرة العزلة.


الأسئلة الشائعة (FAQ):


1. متى سيتم الإعلان الرسمي عن انطلاق الأشغال؟


المشروع لا يزال في طور المشاورات التقنية، ولم يُحدد بعد تاريخ رسمي لبدء الأشغال، لكن الوثائق الأولية وتصاميم التهيئة توحي باقتراب ذلك.

2. ما هي المدن التي سيمر منها الخط السككي الجديد؟


الخط سيبدأ من سلوان، ويمر من جنوب زايو، ثم منطقة خمس قناطر (أولاد ستوت)، فأكليم، وصولًا إلى بركان، مع تفريعين نحو السعيدية وأحفير.

3. هل سيؤثر المشروع على سكان المناطق التي يمر منها؟


بعض الأراضي قد تُصادر أو يُعوّض أصحابها، وقد تشهد المناطق تغييرات عمرانية واقتصادية، لذا من المهم إشراك السكان في مراحل الإنجاز.

4. ما الفائدة الاقتصادية الكبرى لإقليم بركان؟


تحفيز السياحة والفلاحة، جذب الاستثمار، تحسين التنقل، وإنعاش السوق المحلية.

5. هل من ضمانات بيئية مرافقة؟


لم تُعلن بعد دراسات الأثر البيئي، لكن الفاعلين المدنيين يدفعون في اتجاه إنجازها لتفادي آثار سلبية على الطبيعة والموارد.

شجّعنا بتفاعلك!

ما رأيك في هذا المشروع؟ هل تعتقد أن الربط السككي سيساهم في تنمية حقيقية لإقليم بركان؟

شارك المقال مع أصدقائك، واترك رأيك في التعليقات — لأن صوتك هو جزء من هذه القاطرة!

عن الكاتب

مدونة أخبار بلا حدود مدونة أخبار بلا حدود -- News Bilal Hodoud هي بوابتكم الموثوقة لمتابعة أحدث الأخبار الدولية والوطنية والمحلية. نلتزم بتقديم تغطية شاملة لأبرز الأحداث حول العالم، مع تسليط الضوء على القضايا والتطورات في المغرب. هنا ستجدون تحليلات معمقة، وآراء موضوعية، وتغطيات حصرية تواكب كل ما يهم القارئ المغربي من أخبار سياسية، اقتصادية، وثقافية، وصولاً إلى الأخبار المحلية التي تؤثر في حياتنا اليومية. انضموا إلينا لتكونوا دائمًا على اطلاع بكل جديد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD