مقابلة للنسيان
انتصار رقمي.. وخسارة فنية؟
في مواجهة ودية مثيرة للجدل جرت اليوم، حقق المنتخب المغربي فوزًا على نظيره التونسي بنتيجة 2-0، في مباراة كان من المفترض أن تكون اختبارًا حقيقيًا لجاهزية "أسود الأطلس" قبل الاستحقاقات الرسمية المقبلة. ورغم الفوز، إلا أن الشكوك تحيط بمستوى الأداء، والتكتيك العقيم الذي أصبح سمة للمدرب وليد الركراكي، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل المنتخب وقدرته على التنافس على أعلى المستويات.
فوز بلا إقناع: حين لا يعكس الرقم ما حدث في الميدان
النتيجة النهائية قد توحي بالسيطرة، لكن الحقيقة أن المنتخب المغربي قدّم أداءً باهتًا ومفتقدًا للفعالية الهجومية والتنظيم الدفاعي، ما جعل فوزه يبدو كـ"فوز تجميلي" أكثر منه نتيجة مستحقة. فمنذ بداية اللقاء، بدا التذبذب واضحًا في تحركات اللاعبين، والانكماش التكتيكي طغى على أسلوب اللعب، ما حرم الجمهور من مشاهدة منتخب يليق بسمعة الكرة المغربية الصاعدة.
تكتيك الركراكي: رتابة مكررة تثير القلق
وليد الركراكي.. مدرب في قفص الاتهام؟
منذ توليه زمام المنتخب، يُتهم وليد الركراكي باتباع أسلوب دفاعي عقيم يعتمد على التحفظ المبالغ فيه، والرهان على هجمات مرتدة مبنية على اجتهادات فردية. وفي مباراة اليوم، بدا وكأن الركراكي لا يزال عاجزًا عن تطوير منظومة هجومية متماسكة، بل استمر في اعتماد أسلوبه المعتاد الذي أصبح مكشوفًا حتى لدى الفرق الودية.
الخطة المعروفة للجميع
اعتمد الركراكي على خطة 4-1-4-1 المتحولة إلى 4-5-1 عند فقدان الكرة، مع توجيه التعليمات للاعبين بعدم المجازفة، وهو ما خنق وسط الميدان، وأفقد الفريق عنصر الإبداع، بل وجعل الفرص نادرة جدًا باستثناء بعض التحركات الفردية التي أنقذت ماء الوجه.
أين الخطة (ب)؟
الغريب أن المدرب المغربي لم يُظهر أية مرونة تكتيكية رغم تواضع أداء تونس، بل واصل اللعب بنفس النسق البطيء والتحفظ المُبالغ فيه. هذا الجمود يُثير القلق، خصوصًا في ظل اقتراب المنافسات الرسمية، حيث لا تُجدي الخطط الثابتة أمام منتخبات تعرف كيف تُغلق المساحات.
أبطال اللحظة: عندما يتفوق اللاعبون على المدرب
حكيمي.. القائد المنقذ المعتاد
الهدف الأول جاء من ركنية نفذها أشرف حكيمي، اللاعب الذي يُثبت في كل مرة أنه أكثر من مجرد مدافع، بل أحد مفاتيح اللعب الفعّالة في الهجوم. لقد تحمل مسؤولية التقدم، وتحرك بذكاء على الرواق الأيمن، ليمنح المغرب التفوق رغم غياب الخطة الجماعية.
الكعبي.. القناص المتربص
أما الهدف الثاني فجاء عن طريق أيوب الكعبي، إثر هجمة مرتدة قادها الوافد الجديد مروان سنادي، لاعب أتلتيك بلباو الإسباني. الكعبي أظهر حسه التهديفي المعتاد، مستفيدًا من تمريرة دقيقة استغلها بسرعة قبل أن يتدخل الدفاع التونسي.
عودة ماسينا وتألق بلعامري
من النقاط الإيجابية التي سُجلت في اللقاء، عودة أدام ماسينا إلى التشكيلة، بعد غياب طويل بداعي الإصابة. كذلك، برز المدافع بلعامري بأداء قوي، حيث أنقذ الفريق من أكثر من فرصة خطيرة، وأظهر حضورًا ذهنيًا وبدنيًا أعاد الاطمئنان إلى الخط الخلفي.
المنتخب التونسي: خصم شاحب بلا أنياب
ورغم أن المنتخب التونسي دخل اللقاء بنية التجريب، إلا أن مستواه لم يكن أفضل حالًا، إذ افتقر للنجاعة الهجومية والحدة في الضغط، ما جعل اللقاء يبدو وكأنه حصة تدريبية أكثر من كونه اختبارًا جادًا.
لكن هذا لا يُعفي المنتخب المغربي من تقديم مستوى أفضل، خصوصًا أن الجمهور المغربي لم يعد يقبل بـ"النتائج فقط"، بل يُطالب بأداء فني يُعبر عن طموحات الكرة الوطنية.
جمهور محبط: هل خذل الركراكي المغاربة؟
يبدو أن الصبر الجماهيري على وليد الركراكي بدأ ينفد. فرغم الإنجازات السابقة، باتت الانتقادات تنهال على المدرب من مختلف الشرائح، بداية من الجماهير العادية مرورًا بالإعلام الرياضي، وصولًا إلى محللين دوليين يرون أن المنتخب المغربي لا يُستغل فيه كامل الطاقات.
الجمهور يريد منتخبًا يهاجم، يصنع الفرص، يُمتع.. وليس فقط فريقًا "ينتظر زلات الخصم"، و"يحتمي وراء أسماء لامعة".
التحديات القادمة: هل يُراجع الركراكي نفسه؟
كأس إفريقيا في الأفق.. هل نحن مستعدون؟
الرهانات القادمة لا ترحم: تصفيات كأس العالم، كأس إفريقيا للأمم، وربما لقاءات ودية مع منتخبات كبرى. فهل سيُغير الركراكي من نهجه؟ أم سنظل رهائن للخطط الدفاعية والتعويل على "ضربة حظ" من حكيمي أو الكعبي؟
التجريب ضروري لكن بذكاء
من حق المدرب أن يُجرب، لكن على أن تكون هذه التجارب مدروسة، تتضمن تنوعًا في الأسماء والأساليب، لا أن يُكرر نفس السيناريو في كل لقاء، فـ"الثبات الزائد عن الحد يُفقد المنتخب مرونته".
الإعلام الرياضي المغربي.. بين النقد والمجاملة
من المثير أن بعض وسائل الإعلام حاولت تبرير الأداء الضعيف بأنه "جزء من مرحلة البناء"، لكن المتابع الفطن يُدرك أن هذا الخطاب تكرر كثيرًا دون أي تغيير حقيقي. لذلك بات من المهم أن يضطلع الإعلام بدوره النقدي البنّاء، وأن يطرح الأسئلة الصعبة دون مجاملة.
نقاط ضوء.. ولكن!
رغم كل الملاحظات السلبية، لا يمكن إنكار بعض الجوانب المضيئة:
-
روح الانسجام بين بعض اللاعبين.
-
قدرة حكيمي والكعبي على صناعة الفارق.
-
عودة لاعبين مهمين من الإصابة.
-
اكتشاف عناصر جديدة مثل مروان سنادي.
لكن هذه الإيجابيات لن تكون ذات قيمة إذا لم تُستثمر في بناء منظومة متكاملة تُعيد للمنتخب المغربي بريقه وفعاليته الهجومية.
ختاما: حين لا يكفي الفوز وحده
في كرة القدم الحديثة، النتيجة لم تعد كافية. الجمهور يريد منتخبًا يُمثل طموحاته، يُبدع على الميدان، ويُسعده في الأداء قبل الأرقام. فوز المغرب على تونس لم يُخفِ الحقيقة: هناك أزمة تكتيكية يجب مواجهتها بشجاعة. الآن الكرة في ملعب الركراكي، فإما أن يُغيّر، أو أن يُغيَّر.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. ما نتيجة مباراة المغرب ضد تونس اليوم؟
فاز المنتخب المغربي على تونس بنتيجة 2-0 في مباراة ودية.
2. هل قدّم المنتخب المغربي مستوى جيدًا؟
رغم الفوز، كان الأداء ضعيفًا من الناحية التكتيكية، مع غياب خطة هجومية واضحة.
3. من سجّل أهداف المغرب؟
الهدف الأول جاء من ركنية نفذها أشرف حكيمي، والثاني عن طريق أيوب الكعبي بعد تمريرة من مروان سنادي.
4. ما هي أبرز النقاط الإيجابية في المباراة؟
عودة أدام ماسينا، تألق بلعامري، وبروز مروان سنادي.
5. هل يُواجه وليد الركراكي انتقادات؟
نعم، بسبب الأداء المتواضع وتكرار الخطط الدفاعية دون تغيير أو تطوير.
شارك رأيك الآن!
ما رأيك في أداء المنتخب المغربي اليوم؟ هل تعتقد أن الركراكي يجب أن يُغير أسلوبه؟ وهل أنت راضٍ عن مستوى اللاعبين؟
شارك المقال، وعبّر عن رأيك في التعليقات. صوتك مهم.. وصراحتك أقوى من النتيجة!
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع