أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD  أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD

آخر الأخبار

أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع

🚨 فواجع مستشفى الدراق ببركان: رضيع يفارق الحياة وآخر يولد بعاهة… من يحاسب على الكوارث الصحية؟

جرح تتجدد في ذاكرة بركان


مستشفى الدراق

  يوم 24 شتنبر 2025 لم يكن يوماً عادياً، بل محطة سوداء في تاريخ المنظومة الصحية بمدينة بركان. في مستشفى الدراق الإقليمي، المكان الذي من المفترض أن يكون ملاذاً آمناً للنساء الحوامل وأطفالهن، حدث ما يشبه "المجزرة الصحية": رضيع يفارق الحياة أثناء الولادة، وآخر يولد في نفس اليوم بعاهة مستديمة نتيجة كسر خطير على مستوى رجله و هي الأخبار التي نزلت كالصاعقة على متتبعي الشأن المحلي و عموم المواطنين.


بحيث أن هذه المأساة لم تعد مجرد خبر عابر، بل صرخة مدوية في وجه واقع صحي مأزوم، يضع ساكنة بركان أمام سؤال وجودي: هل مستشفى الدراق مكان للعلاج والولادة الآمنة، أم مجرد محطة أخيرة في رحلة الألم والمعاناة للوصول لدار البقاء؟


مستشفى الاقليمي الدراق ببركان… من صرح علاجي إلى محطة عبور لدار البقاء:


تاريخ المستشفى ووضعه الحالي:


شُيّد مستشفى الدراق ببركان ليكون واحداً من أهم المراكز الصحية بالإقليم، بطاقة استيعابية معتبرة، وقسم ولادة يُفترض أنه مجهز لتقديم الرعاية للحوامل والمواليد الجدد القادمين من جماعات الاقليم التي يبلغ عددها 16 جماعة. لكن الواقع اليوم يقول شيئاً مختلفاً: نقص فادح في الأطر الطبية والتمريضية، أجهزة متهالكة أو غائبة، قاعات مكتظة، وممارسات متراكمة من الإهمال والفوضى.


شهادات السكان والمرضى:


العديد من الأسر التي قصدت المستشفى تؤكد أنها لا تخرج منه إلا بمرارة، حيث تتكرر قصص الانتظار الطويل، وسوء المعاملة، وتأجيل العمليات الجراحية، إضافة إلى غياب المتابعة الدقيقة في أقسام الولادة. آخرون وصفوا المستشفى بأنه تحول إلى "مخزن للألم بدل أن يكون فضاءً للعلاج". ليذهب البعض الأخر لوصفه " مقبرة الأحياء " الداخل إليه مفقود و الخارج منه مولود


كارثة يوم 24 شتنبر 2025: التفاصيل والملابسات


وفاة رضيع داخل غرفة الولادة:


بحسب مصادر من داخل المستشفى، فقد فارق رضيع الحياة أثناء عملية الولادة نتيجة تأخر في التدخل الطبي، وسط تضارب الروايات بين ما إذا كان السبب تقصيراً في العناية أو غياباً لمعدات أساسية.الأم التي وضعت طفلها تعيش اليوم صدمة عميقة، بعدما تحوّل حلمها بالأمومة إلى فاجعة.


ولادة رضيع بعاهة مستديمة:


في نفس اليوم، عاشت أسرة أخرى مأساة مشابهة: رضيع يولد بكسر خطير على مستوى رجله. الحادثة طرحت تساؤلات حول كفاءة الفريق الطبي وظروف العملية، خاصة أن كسوراً بهذا الحجم ليست مألوفة في الولادة الطبيعية أو حتى القيصرية إلا في حالات نادرة جداً.


ردود فعل الأهالي والرأي العام:


انتشرت تفاصيل الفاجعة بسرعة في المدينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن غضبهم العارم، واصفين ما يجري بـ**"الاستهتار بأرواح الأبرياء"**. وتساءل كثيرون: إلى متى ستظل بركان تدفع ثمن سوء التسيير واللامبالاة؟


الأخطاء الطبية في المغرب… ظاهرة تتوسع:


أرقام مقلقة:


حسب تقارير جمعيات حقوقية وصحية، فإن المغرب يسجل سنوياً مئات الحالات من الأخطاء الطبية، بعضها ينتهي بمآسٍ مشابهة لتلك التي شهدها مستشفى الدراق.


رغم أن وزارة الصحة تؤكد أنها تتعامل بصرامة مع هذه الملفات، إلا أن الواقع يُظهر أن المحاسبة نادراً ما تصل إلى مداها، مما يفتح الباب أمام تكرار الحوادث.


غياب المساءلة الحقيقية:


العديد من الأطباء والممرضين المتورطين في حوادث مشابهة يواصلون عملهم دون أي متابعة جدية، بينما تبقى الأسر المتضررة في مواجهة "بيروقراطية قاتلة" تمنعها من الحصول على حقوقها.


لماذا ينهار الوضع الصحي ببركان؟


نقص الموارد البشرية:


رغم الوعود المتكررة بدعم مستشفى الدراق بأطر طبية جديدة، إلا أن قسم الولادة يظل يعاني خصاصاً كبيراً في الأطباء والممرضين المتخصصين. في كثير من الأحيان، يُترك عشرات الحوامل في عهدة طاقم محدود غير قادر على تغطية العدد الهائل من الحالات أو غير قادر على حل المشاكل التي ترافق الحلات الصعبة في الولادة أو التي تتطلب التدخل عبر عملية جراحية مستعجلة.


تجهيزات قديمة ومعطلة:


الكثير من الأجهزة في قاعات الولادة أو العناية المركزة إما لا تعمل أو تعمل بكفاءة ضعيفة، مما يجعل الأطباء في مواجهة مواقف حرجة دون الوسائل الضرورية لإنقاذ الأرواح.


ضعف الحكامة والتسيير:


غياب الكفاءة في إدارة المستشفى يزيد الطين بلة. بدل أن يكون هناك نظام صارم لمتابعة الحالات وتوزيع الموارد، يسود الارتجال والعشوائية، ما يفتح الباب أمام تكرار الفواجع.


البعد الإنساني للفاجعة: أسر مفجوعة وأحلام مكسورة


خلف الأرقام والتقارير، هناك قصص إنسانية موجعة:


  • أم شابة تدخل المستشفى وهي تحمل أملاً جديداً، لتخرج منه وهي تحتضن ألماً أبدياً.


  • أب يذهب ليستقبل مولوده بفرح، ليعود باكياً بعد أن فقد فلذة كبده.


  • رضيع يولد بعاهة قد تلازمه مدى الحياة، فيتحول مسار أسرة بأكملها إلى رحلة علاج ومعاناة طويلة.


هذه القصص تجعلنا ندرك أن ما يحدث في مستشفى الدراق ليس مجرد حادث طبي، بل مأساة إنسانية تمس كرامة المواطن وحقه في الحياة.


المسؤولية… من يتحملها؟


على المستوى المحلي:


المديرية الجهوية للصحة بوجدة، والمندوبية الإقليمية ببركان، تتحملان مسؤولية مباشرة عن تردي الوضع داخل المستشفى، إذ لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية رغم تكرار الشكايات.


على المستوى الوطني:


وزارة الصحة مطالبة اليوم بالخروج عن صمتها، وفتح تحقيق شفاف ومستقل حول ما جرى، مع ترتيب المسؤوليات وربطها بالمحاسبة، بدل الاكتفاء ببلاغات عامة لا تغير شيئاً من الواقع.


هل الحل في القطاع الخاص؟


الكثير من الأسر ببركان لم تعد تثق في مستشفى الدراق، وأصبحت تتجه نحو المصحات الخاصة رغم تكاليفها الباهظة. لكن هذا الخيار ليس متاحاً للجميع، خاصة الفئات الفقيرة التي لا تملك بديلاً سوى "مستشفى الموت" كما يسميه بعض السكان.


تجارب مقارنة: كيف نجحت مدن أخرى؟


في مدن مثل مراكش والرباط، تم تطوير أقسام الولادة بشكل كبير عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتزويدها بأجهزة حديثة، وتوفير طواقم طبية متخصصة. هذه التجارب تُظهر أن تحسين الوضع ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب إرادة سياسية حقيقية واستثماراً جدياً في الصحة.


ختاما: من الأمل  إلى الألم


فاجعة 24 شتنبر 2025 بمستشفى الدراق ببركان ليست مجرد حدث عابر، بل جرس إنذار مدوٍ يفرض على الجميع – مسؤولين ومجتمعاً مدنياً وإعلاماً – أن يقفوا وقفة حقيقية.


أرواح الأمهات والرضع أغلى من أن تُترك رهينة الإهمال والفوضى. إذا كان الوطن يريد حقاً أن يخطو نحو التنمية، فلا بد أن يجعل من الحق في الصحة أولوية قصوى، وأن يحاسب كل من فرّط في حياة إنسان.


الساكنة اليوم لا تريد وعوداً جديدة، بل أفعالاً ملموسة: مستشفى مجهز، طاقم كفء، ومحاسبة عادلة.


الأسئلة الشائعة (FAQ):


1. ما هو مستشفى الدراق ببركان؟


هو المستشفى الإقليمي الرئيسي بمدينة بركان، يضم عدة أقسام أبرزها قسم الولادة الذي يشهد ضغطاً كبيراً بسبب توافد النساء الحوامل من مختلف جماعات الإقليم.


2. ما الذي حدث يوم 24 شتنبر 2025؟


شهد المستشفى وفاة رضيع أثناء الولادة، وولادة آخر بعاهة بسبب كسر خطير على مستوى رجله، ما أثار موجة غضب واستنكار واسع.


3. هل هذه الحوادث معزولة؟


ليست الأولى من نوعها، إذ سبق تسجيل حالات مشابهة، ما يعكس أزمة بنيوية في التسيير والخدمات الصحية.


4. من المسؤول عن هذه الكوارث؟


المسؤولية مشتركة بين إدارة المستشفى، المندوبية الإقليمية للصحة، والمديرية الجهوية، وصولاً إلى وزارة الصحة التي تتحمل واجب الرقابة والمحاسبة.

5. ما الحلول الممكنة لتفادي تكرار هذه المآسي؟


  • تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات.


  • تحديث البنية التحتية.


  • إرساء نظام صارم للمراقبة والمحاسبة.


  • إشراك المجتمع المدني والإعلام في التتبع.

عن الكاتب

مدونة أخبار بلا حدود مدونة أخبار بلا حدود -- News Bilal Hodoud هي بوابتكم الموثوقة لمتابعة أحدث الأخبار الدولية والوطنية والمحلية. نلتزم بتقديم تغطية شاملة لأبرز الأحداث حول العالم، مع تسليط الضوء على القضايا والتطورات في المغرب. هنا ستجدون تحليلات معمقة، وآراء موضوعية، وتغطيات حصرية تواكب كل ما يهم القارئ المغربي من أخبار سياسية، اقتصادية، وثقافية، وصولاً إلى الأخبار المحلية التي تؤثر في حياتنا اليومية. انضموا إلينا لتكونوا دائمًا على اطلاع بكل جديد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD