البوليساريو الوجه الثاني لعملة الإرهاب
🔍 تهديدات عابرة للحدود تستهدف الأمن الجماعي
في تطور أمني مقلق، كشف تقرير استخباراتي صادر عن المركز الوطني للاستخبارات في إسبانيا عن انخراط عناصر متطرفة من جبهة البوليساريو، الناشطة في مخيمات تندوف بالجزائر، في صفوف تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، وعلى رأسها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). التقرير يُسلّط الضوء على تحول نوعي في طبيعة التهديدات القادمة من الجنوب، ويُحذر من تأثيرات مباشرة على الأمن القومي الأوروبي والاستقرار الإقليمي في شمال وغرب إفريقيا.
فما هي تفاصيل هذا التقرير؟ ولماذا يشكل هذا التطور خطرًا جيوسياسيًا عابرًا للحدود؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي التعامل مع هذا التهديد المتصاعد؟ في هذا المقال التحليلي، نستعرض المعلومات المؤكدة ونسلط الضوء على الخلفيات، المؤشرات، والسيناريوهات المحتملة.
🧠 خلفية الأزمة: جبهة البوليساريو من صراع سياسي إلى تهديد أمني
جبهة البوليساريو تأسست في السبعينات كحركة تطالب بانفصال الصحراء المغربية، وبدعم مباشر من النظام الجزائري، أُقيمت لها قواعد ومخيمات في تندوف. وعلى مدى عقود، شهدت الحركة انقسامات داخلية وتطرفًا أيديولوجيًا متصاعدًا نتيجة ضعف الأفق السياسي وتدهور الأوضاع المعيشية داخل المخيمات.
هذا المناخ الهش والبيئة المعزولة عن الرقابة الدولية تحوّلت تدريجيًا إلى حاضنة للتطرف، خاصة مع تنامي نشاط شبكات التهريب والسلاح العابرة للحدود، وغياب أي أفق للتسوية السياسية الواقعية.
🔥 تقرير استخباراتي خطير: البوليساريو في قلب التنظيمات الإرهابية
وفقًا للتقرير الاستخباراتي الإسباني، هناك عناصر محسوبة على البوليساريو انضمت إلى كل من:
-
تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
-
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين
-
تنظيم داعش – ولاية غرب إفريقيا
من المخيمات إلى الجبهات الإرهابية:
يشير التقرير إلى أن هذه العناصر تم تجنيدها داخل مخيمات تندوف، حيث يسهل على الجماعات المتطرفة التسلل وتجنيد الشباب في ظل غياب رقابة أمنية حقيقية. بعضهم تلقى تدريبات في مالي والنيجر، وتم نقله لاحقًا إلى مناطق النزاع مثل بوركينا فاسو ونيجيريا.
🗺️ منطقة الساحل: بؤرة للتهديدات المعقدة
منطقة الساحل أصبحت في السنوات الأخيرة أحد أخطر المناطق من حيث النشاط الإرهابي العابر للحدود. فهي تعاني من هشاشة سياسية، ضعف التنمية، وتداخل المصالح بين الجماعات المسلحة والمهربين.
الجماعات الأكثر نشاطًا حسب التقرير:
-
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)
-
فرع من القاعدة يضم مقاتلين من جنسيات مختلفة
-
يسعى إلى التوسع نحو المغرب الكبير
-
داعش – ولاية غرب إفريقيا (ISWAP)
-
يعتبر أكثر عنفًا وتطرفًا
-
يضم في قيادته عناصر منحدرة من مخيمات تندوف
-
له طموحات ببلوغ العمق الأوروبي عبر شبكات الهجرة غير النظامية
⚠️ تهديد مباشر لأوروبا والمغرب الكبير:
أوروبا في مرمى الإرهاب:
التقرير الإسباني يُحذر صراحة من أن هذه الجماعات قد تُنفذ عمليات إرهابية في أوروبا، مستفيدة من الروابط العائلية التي تربط بعض العناصر بمهاجرين في إسبانيا وفرنسا.
وقد تم بالفعل توقيف شخصين في إقليم الباسك الإسباني لهما صلات عائلية بمسؤولين في البوليساريو، ويواجهان تهماً تتعلق بـ تمجيد الإرهاب والترويج لأفكار متطرفة.
🧩 هل تتحول البوليساريو إلى "حزب الله مغاربي"؟
هذا السؤال لم يعد مجرد افتراض نظري. إذ إن تكرار سيناريو "استغلال القضايا الانفصالية لتبرير العمل المسلح والإرهاب" بات سمة مشتركة في تجارب مماثلة مثل حزب الله اللبناني أو جماعة الحوثي.
-
دعم لوجستي من دولة راعية (الجزائر)؟
-
صمت أممي عن الانتهاكات في تندوف؟
-
غياب تحقيقات دولية مستقلة؟
كلها عوامل تُسهم في تعقيد الصورة وتُمهّد لتحول البوليساريو من مجرد حركة انفصالية إلى تهديد أمني صريح.
🎯 المصالح المغربية والأمن القومي في صلب المعركة
المغرب لطالما نبه المجتمع الدولي إلى خطورة الفراغ الأمني بمخيمات تندوف، وهو من أوائل الدول التي طالبت بتحقيق دولي في تجنيد الأطفال والروابط مع شبكات التهريب.
اليوم، ومع اعتراف استخبارات دولة أوروبية مركزية بهذا الخطر، تكتسب المواقف المغربية شرعية استراتيجية أكبر.
📉 لماذا تُهمِل بعض الجهات الدولية هذا الخطر؟
-
التحيز الإيديولوجي لصالح البوليساريو داخل بعض الأحزاب اليسارية الأوروبية.
-
الخوف من فقدان النفوذ الجيوسياسي في الجزائر.
-
ضعف التنسيق الأمني الأوروبي مع دول الجنوب.
لكن مع ظهور أدلة استخباراتية ملموسة، قد يتغير هذا الموقف تدريجيًا.
📣 ماذا بعد؟ السيناريوهات الممكنة:
السيناريو |
التفسير |
التأثير |
---|---|---|
تصعيد أمني في الساحل |
تمدد الجماعات الإرهابية بمشاركة عناصر من تندوف |
فوضى إقليمية وتمدد نحو المغرب والجزائر |
تدخل أوروبي مباشر |
ضغط على الجزائر لإعادة ضبط وضع المخيمات |
صراع دبلوماسي محتمل |
تعزيز الشراكة المغربية الأوروبية |
تنسيق استخباراتي لمواجهة التهديدات |
دعم الموقف المغربي في قضية الصحراء |
🧠 خلاصة تحليلية: حينما تُهمل الشرعية السياسية، يولد التطرف
الرسالة المركزية لهذا التقرير الاستخباراتي ليست فقط أمنية، بل سياسية أيضًا: حين تُترك القضايا الانفصالية بدون حلول عقلانية قائمة على الواقعية، تتحول إلى مصانع للتطرف والإرهاب.
مخيمات تندوف لم تعد فقط قضية حقوقية أو سياسية، بل أصبحت قنبلة موقوتة تهدد السلم القاري.
❓الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل هناك دليل رسمي على انخراط البوليساريو في الإرهاب؟
نعم، تقرير المركز الوطني الإسباني للاستخبارات أورد أسماء وتفاصيل لعناصر من تندوف التحقوا بجماعات إرهابية.
هل يشكل هذا خطراً على أوروبا فقط؟
لا، بل هو تهديد مباشر للمغرب، والجزائر، وموريتانيا، ونيجيريا، وكامل الساحل الإفريقي.
كيف يجب أن تتعامل الأمم المتحدة مع هذه المعطيات؟
يجب فتح تحقيق دولي مستقل في أنشطة البوليساريو في تندوف، ومراجعة وضعها القانوني والتمويلي.
💬 دعوة للتفاعل:
هل تعتقد أن المجتمع الدولي يتعامل بجدية مع هذه التهديدات؟
شارك رأيك في التعليقات، وانشر المقال لتوعية الرأي العام بخطورة هذا التطور.
🔚 ختاما: من الإرهاب ما وُلد في صمت
في عالم تُعاد فيه صياغة التحالفات الجيوسياسية والأمنية، لم يعد بالإمكان تجاهل أي تنظيم أو كيان يوفر غطاءً للتطرف. تقرير الاستخبارات الإسبانية يُدق ناقوس الخطر: جبهة البوليساريو لم تعد فقط قضية “صراع حدود”، بل هي مسألة أمن إقليمي ودولي. والسكوت لم يعد خيارًا.
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع