أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD  أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD

آخر الأخبار

أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع

احتجاجات جيل Z بالمغرب: من سلمية الشارع إلى أحداث دامية تنذر بانفجار اجتماعي

المغرب في الطريق إلى المجهول


احتجاجات المغرب


عرف المغرب خلال هذا الأسبوع موجة واسعة منالاحتجاجات الشبابية قادها جيل Z، اجتاحت مختلف ربوع المملكة في مشهد غير مسبوق منذ سنوات. خرج الشباب للتعبير عن غضبهم من الأوضاع الاجتماعية المتردية، لكن سرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات دامية مع القوات العمومية، نتيجة الأسلوب الأمني المعتمد، مما جعل البلاد أمام مشهد ينذر بالأسوأ.


جيل Z: غضب متراكم ووعي جديد


جيل Z، الذي لم يعش انتفاضات الثمانينيات ولا سنوات الرصاص، يعيش اليوم إحباطاً عميقاً بسبب غياب فرص الشغل، وغلاء المعيشة، وانسداد الأفق. هذا الجيل الرقمي والواعي بحقوقه لم يعد يقبل بالوعود المؤجلة، وخرج إلى الشارع بشكل حضاري وسلمي ليطالب بالكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن صوته قوبل بالعنف بدل الحوار.


من السلمية إلى الدموية: مأساة وجدة نموذجاً


في الوقت الذي كان يُنتظر أن تحافظ السلطات على الطابع السلمي للاحتجاجات، وقع ما لم يكن في الحسبان: حادثة دهس مؤلمة بمدينة وجدة، حيث أقدمت إحدى سيارات القوات العمومية بشكل متعمد على صدم مجموعة من المتظاهرين بالقرب من الحرم الجامعي بجامعة محمد الأول. هذه الواقعة المروعة أسفرت عن إصابات بليغة و خطيرة قد تؤدي إلى وفاة شاب في مقتبل العمر ، في مشهد مصور يدمي القلب ويختزل حجم المأساة التي بلغها التعامل الأمني مع الحركة الاحتجاجية.  ستشكل حادثة وجدة نقطة تحول خطيرة، إذ زادت من حدة الغضب الشعبي ورسخت قناعة بأن الحلول الأمنية لا تجلب سوى الدماء والآلام.


مكاتب مكيفة وقرارات بلا مسؤولية:


المؤسف أن هذه الأوامر التي تنفذها القوات العمومية تُصاغ في مكاتب مكيفة، من طرف مسؤولين بعيدين عن أي خطر أو مواجهة مباشرة. هذا الانفصال الصارخ بين أصحاب القرار والواقع الميداني يعمق فقدان الثقة، ويجعل الشباب يرون أن حياتهم تُستهلك في لعبة سياسية لا تراعي سلامتهم ولا تطلعاتهم.


مسؤولية الدولة وخطر الانزلاق:


مراهنة بعض مسؤولي الدولة على القمع بدل الحوار هو رهان خطير، لأنه لا يؤدي إلا إلى تغذية الغضب الشعبي وتعميق الجراح. أحداث هذا الأسبوع، وعلى رأسها مأساة وجدة، تضع مؤسسات الدولة أمام مسؤولية تاريخية: إما أن تختار مسار الإصغاء والإصلاح الحقيقي، أو أن تستمر في سياسة العصا الغليظة، وهو ما قد يدفع البلاد إلى منزلق مجهول العواقب.


ختاما:


جيل Z خرج إلى الشارع لأنه يبحث عن مستقبل أفضل، عن كرامة وعدالة وحقوق مشروعة. لكن ما حدث هذا الأسبوع يبعث برسائل مقلقة: احتجاجات سلمية تُقابل بالحديد والنار، وواقعة دهس بشعة تُسقط شاباً، كلها مؤشرات تذل على أن البلاد تقترب من حافة الهاوية إذا لم يتم تدارك الوضع بسرعة. إن صوت الشارع اليوم ليس تهديداً للوطن، بل إنذارا لإنقاذه، والحكمة تقتضي أن تُسمع المطالب لا أن تُسحق.

عن الكاتب

مدونة أخبار بلا حدود مدونة أخبار بلا حدود -- News Bilal Hodoud هي بوابتكم الموثوقة لمتابعة أحدث الأخبار الدولية والوطنية والمحلية. نلتزم بتقديم تغطية شاملة لأبرز الأحداث حول العالم، مع تسليط الضوء على القضايا والتطورات في المغرب. هنا ستجدون تحليلات معمقة، وآراء موضوعية، وتغطيات حصرية تواكب كل ما يهم القارئ المغربي من أخبار سياسية، اقتصادية، وثقافية، وصولاً إلى الأخبار المحلية التي تؤثر في حياتنا اليومية. انضموا إلينا لتكونوا دائمًا على اطلاع بكل جديد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD