"🚨 محكمة جرائم الأموال بفاس تطيح بناهبي المال العام بشركة التنمية المحلية مرافق بركان وتكشف فضائح فساد مالي وإداري خطير"

مسؤولي شركة التنمية المحلية مرافق بركان في قفص الاتهام

في تطور قضائي غير مسبوق هز مدينة بركان وأثار جدلاً واسعاً في الرأي العام المحلي والوطني، أصدر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، يوم الجمعة 26 شتنبر 2025، قراراً يقضي بإيداع السجن المحلي بوركايز ثلاثة أسماء وازنة، يتقدمهم المدير العام السابق لشركة التنمية المحلية ببركان، إلى جانب مسؤول بارز ومقاول معروف. هذه الخطوة القضائية تعكس بداية مرحلة جديدة في مسار محاربة الفساد بالمغرب، خاصة في ظل ما كشفته التحقيقات من خيوط شبكة معقدة متورطة في تبديد المال العام، التزوير، واستغلال النفوذ.

خلفية القضية: من بركان إلى فاس

من هم المتورطون الرئيسيون؟

• ر.م: المدير العام السابق لشركة التنمية المحلية لمرافق بركان، الذي كان يحظى بثقة واسعة خلال فترة تسييره، قبل أن ينكشف تورطه في ملفات اختلاس وتبديد أموال عمومية.

• ع.ق: زميله في الشركة، الذي تقلد عدة مناصب إدارية مهمة، ليجد نفسه اليوم متهماً في نفس الملف.

• أ.ب: المقاول الذي لعب دوراً محورياً في بعض الصفقات المشبوهة المرتبطة بالمرافق العمومية.

إلى جانب هؤلاء، توبع أربعة آخرون في حالة سراح، بينهم أستاذ جامعي وأطر إدارية، ما يكشف اتساع دائرة المشتبه فيهم.

التهم الثقيلة: اختلاس، تزوير، واستغلال النفوذ

1. اختلاس وتبديد أموال عمومية:

القضية تتعلق بمبالغ مالية ضخمة كان من المفترض أن توجه لتطوير مرافق المدينة، لكنها تحولت إلى جيوب أفراد عبر صفقات وهمية أو تضخيم في الفواتير.

2. التزوير في محررات عرفية:

استعمال وثائق مزورة لتمرير الصفقات وتغطية الخروقات المالية يعد جريمة خطيرة تهدد مصداقية الإدارة المحلية.

3. استغلال النفوذ:

استغلال المناصب الحساسة داخل الشركة لتوجيه المشاريع والصفقات نحو مقاولين بعينهم، مقابل عمولات ورشاوى.

لماذا القضية مختلفة عن سابقاتها في بركان؟

بركان شهدت عبر السنوات الماضية إشاعات وتسريبات عن فساد إداري ومالي، لكن لم يكن هناك تحرك قضائي بهذا الحجم. الجديد في هذه القضية:

• اعتقال مدير عام ومسؤولين كبار: ما يعني أن "الحصانة الإدارية" لم تعد كافية لحماية المتورطين.

• فتح تحقيق على مستوى محكمة الاستئناف بفاس: ما يعطي الملف بعداً جهوياً ووطنياً.

• توسع لائحة المتابعين: من مسؤولين محليين إلى أستاذ جامعي ومقاولين.

تأثير القضية على الرأي العام المحلي:

بركان، المدينة التي لطالما تغنى سكانها بكونها "مدينة الفلاحة والرياضة"، تجد نفسها اليوم في قلب فضيحة وطنية. الشارع البركاني انقسم بين:

• فئة مرحبة: اعتبرت أن هذا الملف بداية حقيقية لتطهير المؤسسات المحلية.

• فئة متخوفة: ترى أن القضية قد تكون مجرد "حلقة صغيرة" من شبكة فساد أكبر لم يُكشف عنها بعد.

شركة التنمية المحلية: من مشروع تنموي إلى بؤرة فساد

الهدف الأصلي:

شركات التنمية المحلية أنشئت في المغرب كآلية حديثة لتدبير المشاريع الحضرية بكفاءة وشفافية، من خلال شراكة بين الجماعات الترابية والقطاع الخاص.

الواقع المرير:

• تحولت بعض هذه الشركات إلى أدوات للتحايل على الصفقات العمومية.

• غياب المراقبة الصارمة جعلها مجالاً خصباً لتغول المسؤولين والمقاولين.

• قضية بركان تكشف فشل الرقابة الداخلية والخارجية على هذه المؤسسات.

الأبعاد السياسية للقضية:

القضية لا تقف عند حدود الجانب القضائي، بل لها تداعيات سياسية واضحة:

• ضرب صورة المنتخبين المحليين: باعتبارهم شركاء في التسيير.

• إحراج الحكومة: التي ترفع شعار محاربة الفساد وتجد نفسها أمام ملف يفضح اختلالات خطيرة.

• رسالة للمسؤولين الآخرين: أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى.

محاربة الفساد في المغرب: بين الخطاب والواقع

جهود الدولة:

• إحداث الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة.

• إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

• تفعيل المجلس الأعلى للحسابات في مراقبة المال العام.

التحديات:

• بطء المساطر القضائية.

• ضغط شبكات المصالح.

• ضعف حماية المبلغين عن الفساد.

انعكاسات القضية على التنمية المحلية في بركان:

• تعطيل المشاريع: توقف أو إعادة النظر في عدة صفقات.

• فقدان الثقة: المواطن لم يعد يثق بسهولة في المشاريع المعلنة.

• دعوة للإصلاح: مطالبة المجتمع المدني بآليات رقابة أكثر صرامة.

أسئلة شائعة (FAQ):

1. ما هي شركة التنمية المحلية؟

هي شركة خاضعة للقانون الخاص، تساهم فيها الجماعات الترابية بنسبة كبيرة، وتهدف إلى تدبير المشاريع المحلية بكفاءة.

2. ما التهم الموجهة للمسؤولين في بركان؟

اختلاس المال العام، التزوير، واستغلال النفوذ.

3. هل هذه القضية معزولة؟

المؤشرات تفيد بأنها جزء من شبكة أوسع للفساد الإداري والمالي.

4. ما تأثيرها على مدينة بركان؟

تأثير سلبي على ثقة المواطنين، لكنه قد يكون فرصة لإعادة بناء منظومة شفافة.

5. هل سيتوسع التحقيق؟

كل المعطيات تشير إلى أن الملف مفتوح على تطورات جديدة قد تشمل أسماء أخرى.

ختاما:

قضية شركة التنمية المحلية ببركان ليست مجرد حدث عابر في المشهد القضائي المغربي، بل هي جرس إنذار قوي بضرورة إرساء مبادئ الشفافية، المحاسبة، وربط المسؤولية بالمحاسبة. ورغم أن الفساد مرض ينخر في جسد التنمية، فإن تحرك العدالة اليوم يعكس بداية مسار جديد يعيد الأمل في بناء مغرب نزيه وعادل.

إن ما حدث في بركان يجب أن يكون حافزاً لكل مواطن ومسؤول على الانخراط في معركة محاربة الفساد، ليس بالشعارات، بل بالفعل اليومي: من الرقابة الشعبية، إلى الصحافة الجادة، وصولاً إلى القضاء المستقل.

✍️ والسؤال المفتوح أمام القارئ اليوم:

هل ستكون هذه القضية نقطة تحول تاريخية تفتح ملفات أخرى في مدن مغربية، أم ستبقى مجرد استثناء في معركة طويلة ضد الفساد؟