أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD  أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع

المنتخب المغربي بلا روح ولا هوية: أداء باهت يورّط الركراكي ويحرج لقجع أمام الجماهير

فوز بلا طعم وهزيمة في الأداء


المنتخب المغربي

أن تفوز بهدف في الدقيقة الأخيرة لا يعني أنك نجحت، وأن تخرج منتصرًا على الورق لا يعني أنك أقنعت في الميدان.هذا بالضبط ما حدث في مباراة المنتخب المغربي ضد البحرين، التي انتهت بنتيجة 1-0 في الدقيقة 90+5، بعدما انتظر “أسود الأطلس” طيلة المباراة دون أن يقدّموا أداءً مقنعًا يليق بمنتخب يُصنف بين الأقوى في إفريقيا والعالم العربي.


اللقاء كشف هشاشة تكتيكية وتراجعًا مقلقًا في الانسجام الجماعي.حيث ظهر المنتخب المغربي بلا روح، بلا هوية، وبلا فكرة واضحة.التمريرات كانت عشوائية، التحركات بلا هدف، والاستحواذ بلا معنى.


ورغم أن المباراة ودّية، إلا أن الانطباع العام كان كارثيًا، حتى لدى أكثر المتفائلين بمشروع المدرب وليد الركراكي، الذي يبدو أنه فقد البوصلة في رسم هوية لعب ثابتة منذ ملحمة المونديال.


أما رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، الذي لطالما وعد بمشروع رياضي “ناجح”، فقد وجد نفسه أمام انتقادات واسعة تعتبر أن “سياسة التركيز على الصورة والواجهة” تغلّبت على جوهر الأداء الرياضي الحقيقي.


فأصبح السؤال اليوم: هل فعلاً نسير نحو نهضة كروية، أم نحو تلميع إعلامي يخفي هشاشة تقنية؟

أولاً: السياق العام – مباراة ودّية كشفت المستور


قد يقول البعض إنها مجرد مباراة ودّية لا تستحق كل هذا الجدل.لكن من يتابع الأداء المخيب للمنتخب المغربي في الشهور الأخيرة يدرك أن المشكلة أعمق بكثير من ودّية أو نتيجة مؤقتة.


  • المباراة كانت فرصة لاختبار الجاهزية قبل الاستحقاقات القارية المقبلة(كأس أمم إفريقيا).


  • لكنها تحوّلت إلى مؤشر خطر على غياب الانسجام والاستقرار و العشوائية في التمرير.


  • الأداء كان ضعيفًا على كل المستويات: تكتيكيًا، ذهنياً، وحتى بدنيًا.


الجماهير، التي لم تنس بعد “إنجاز قطر”، لم تتوقع أن ترى منتخبها بهذا الشكل الباهت. فحتى المنتخبات الأقل تصنيفًا كالبحرين، ظهرت أكثر تنظيمًا وتماسكًا على أرض الملعب.


بل إن الاستحواذ المغربي السلبي جعل المتابعين يشككون في مدى جدية الإعداد الفني والنفسي للّاعبين، بينما بدا أن “التوهج المونديالي” تحوّل إلى مجرد ذكرى.


ثانيًا: الأداء التقني – منتخب بلا فكرة ولا تناغم


1. غياب الهوية الجماعية:


أكثر ما يؤلم المتابع هو أن المنتخب المغربي فقد شخصيته الفنية. فبعد أن كان يضرب المثل في الانضباط والروح العالية، ظهر أمام البحرين كمجموعة مفككة لا تعرف ماذا تريد.


  • الدفاع يعاني من سوء التموقع والتغطية.

  • الوسط بلا إبداع ولا قدرة على الربط بين الخطوط.

  • الهجوم تائه ومتسرّع، يفتقر إلى الثقة والتنسيق.


لقد شاهدنا تمريرات مقطوعة بالجملة، واستحواذًا بلا فعالية، ومحاولات هجومية تنتهي بلا تسديد.والأدهى من ذلك أن المنتخب لم يُظهر أي ردة فعل جدّية لتغيير مجرى اللعب.


2. التسرّع وفقدان التركيز:


أحد أسباب الأداء المخيب هو التسرع في اتخاذ القراراللاعبون يتعاملون مع الكرة بارتباك، وكأنهم يخشون الخطأ أكثر مما يبحثون عن الإبداع في كرة القدم الحديثة، لا مكان للخوف، بل للجرأة في صناعة اللعب، وهو ما غاب تمامًا عن تشكيلة الركراكي.

3. غياب الحلول الهجومية:


المنتخب المغربي الذي كان يُرعب الخصوم بانطلاقاته عبر حكيمي وزياش وبوفال، أصبح عاجزًا عن خلق فرص حقيقية أمام البحرين. التمريرات العرضية كانت بلا هدف، والتسديدات شبه غائبة. و كل محاولة هجومية كانت تنتهي عند مدافع بحريني بارتياح تام.


4. ارتباك تكتيكي واضح:


لم يفهم أحد أسلوب اللعب الذي اعتمده وليد الركراكي في هذه المباراة.
هل أراد الضغط العالي؟ لم نره.
هل اعتمد الدفاع المتأخر؟ لم يُتقنه.
هل ركّز على الاستحواذ؟ بلا فائدة.
كل شيء بدا رماديًا، بلا خطة واضحة، وكأن الفريق يلعب من تلقاء نفسه دون قيادة تكتيكية حقيقية.


ثالثًا: مسؤولية وليد الركراكي – من ملحمة قطر إلى فوضى البحرين


1. فقدان البوصلة:


الركراكي الذي رفع رأس المغاربة عاليًا في مونديال قطر، أصبح اليوم أمام تحدي كبير في استعادة الثقةيبدو أن المنتخب دخل مرحلة “ما بعد الإنجاز”، حيث تتراجع الحماسة وتظهر التصدعات.


المدرب لم ينجح في تجديد الدماء بشكل متوازن، ولا في الحفاظ على روح الفريق التي صنعت المعجزة سابقًا. بل اختار تكرار الأخطاء ذاتها في التغييرات والتشكيل، دون قراءة حقيقية لمتطلبات كل مباراة.


2. ضعف التدبير اللحظي للمباريات:


من الواضح أن الركراكي يفتقد المرونة التكتيكية أثناء المباريات.التبديلات غالبًا تأتي متأخرة، والقرارات مترددة، وردّ الفعل بطيء. وهذا ما رأيناه أمام البحرين، حيث استمر الأداء العقيم إلى الدقيقة 90 دون أي تدخل فعّال يغيّر مجرى اللقاء.


3. أزمة التواصل النفسي مع اللاعبين:


أكثر ما يُقلق هو أن اللاعبين بدوا بلا روح.بل لا توجد حتى تلك الغيرة التي عرفناها عن “أسود الأطلس”. بعضهم بدا مستهترًا، وآخرون تائهون، وكأن الحماس انطفأ.و هنا يطرح السؤال نفسه: هل فقد الركراكي قدرته على تحفيز المجموعة؟


4. غياب الجرأة في اتخاذ القرارات:


من المعروف أن المدرب الكبير يُقاس بقدرته على اتخاذ قرارات صعبة في الوقت المناسب لكن الركراكي، رغم خبرته، بدا مترددًا في إبعاد بعض الأسماء غير الجاهزة، أو في إشراك عناصر شابة تستحق الفرصة.هذا التردد جعل الفريق يراوح مكانه، دون تطوير حقيقي. 


رابعًا: فوزي لقجع تحت المجهر – مشروع جامعي يفقد البريق


1. بين الصورة والجوهر:

منذ سنوات، حرص رئيس الجامعة فوزي لقجع على تقديم كرة القدم المغربية كقصة نجاح إفريقية. من خلال ملاعب جديدة، تنظيمات حديثة، واستثمارات ضخمة.لكن ما فائدة كل هذا إذا كان الأداء في الميدان هشًّا؟ بحيث تحوّلت الجامعة، في نظر كثير من المتابعين، إلى مؤسسة تشتغل على “الصورة” أكثر من “النتائج الفنية”. بحيث ان المشاريع تُعلن، والمهرجانات تُقام، لكن الأداء داخل المستطيل الأخضر يُكذّب الشعارات.


2. غياب المحاسبة الرياضية:


حين يخفق المنتخب بهذا الشكل، يجب أن تكون هناك مساءلة رياضية واضحة. لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك: لا أحد يتحمل المسؤولية، لا في الجهاز الفني، ولا في الإدارة التقنية، وكأن كل شيء على ما يرام و هنا تتجلى أزمة القيادة: الركراكي متردد، ولقجع متفرج.

3. بين الأولويات الوطنية والغضب الشعبي:


تزامن الأداء المخيب للمنتخب المغربي مع تصاعد احتجاجات جيل Z الذي رفع شعارًا صارخًا:

“بغينا الصحة والتعليم قبل الملاعب و الرياضة.”

 

هذا الشعار الشعبي، الذي انتشر على نطاق واسع، يُظهر أن الجماهير بدأت تربط الاستثمار المفرط في كرة القدم بفشل السياسات في قطاعات أكثر حيوية كالصحة والتعليم والشغل. و هنا يجد لقجع نفسه في موقف حرج، لأن كرة القدم التي كان يعتبرها “قوة ناعمة” لتوحيد المغاربة، أصبحت في نظر كثيرين رمزًا للانفصال عن الواقع المعيشي.


ختاما:


الأداء المخيب للمنتخب المغربي أمام البحرين ليس مجرد “تعثر عابر”، بل جرس إنذار حقيقي و تذكير بأن المجد لا يُحافَظ عليه بالشعارات ولا بالذكريات، بل بالعمل الجاد والتخطيط والجرأة على التصحيح.


على وليد الركراكي أن يُعيد اكتشاف نفسه كقائد ومجدد، لا كمدرب يعيش على رصيد الماضي. كما على فوزي لقجع أن يُدرك أن “الملاعب الفخمة” لا تُغطي عيوب الأداء، وأن “المشاريع الكبرى” لا تُقنع جماهير تبحث عن كرة قدم حقيقية تُعبّر عن طموحاتها.


الأسئلة الشائعة (FAQ):


س: هل يمكن اعتبار هذه المباراة مجرد تعثر عادي؟


ج: لا، لأنها كشفت عن أزمة هوية وتراجع خطير في الانسجام، وليس فقط عن ضعف مؤقت في الأداء.


س: هل يتحمّل الركراكي وحده المسؤولية؟


ج: المسؤولية مشتركة بين المدرب، الجهاز الفني، والجامعة التي لم تُفعّل آليات التقييم والمحاسبة.


س: كيف يمكن استعادة ثقة الجماهير؟


ج: بالصدق في التواصل، وتجديد الدماء، والعودة إلى الأداء الجماعي القوي الذي أحبّه المغاربة في مونديال قطر.


س: ما الرسالة الموجهة إلى لقجع؟


ج: التركيز على جوهر كرة القدم — التكوين، الأداء، والانضباط — أهم من الصورة والبريق الإعلامي.


س: هل المستقبل قاتم؟


ج: ليس بالضرورة، لكن إذا لم تُتخذ خطوات تصحيحية عاجلة، فالقادم سيكون أكثر إحراجًا من البحرين.

عن الكاتب

مدونة أخبار بلا حدود مدونة أخبار بلا حدود -- News Bilal Hodoud هي بوابتكم الموثوقة لمتابعة أحدث الأخبار الدولية والوطنية والمحلية. نلتزم بتقديم تغطية شاملة لأبرز الأحداث حول العالم، مع تسليط الضوء على القضايا والتطورات في المغرب. هنا ستجدون تحليلات معمقة، وآراء موضوعية، وتغطيات حصرية تواكب كل ما يهم القارئ المغربي من أخبار سياسية، اقتصادية، وثقافية، وصولاً إلى الأخبار المحلية التي تؤثر في حياتنا اليومية. انضموا إلينا لتكونوا دائمًا على اطلاع بكل جديد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD