اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
في أكتوبر 2025، تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، برعاية دولية، يتضمّن إطلاق أسرى، انسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، وعودة تدريجية لسكان قطاع غزة إلى مساكنهم. يأتي هذا الاتفاق بعد حرب استمرت نحو سنتين وأدت إلى دمار واسع ونزوح داخلي ضخم. في هذا المقال، نستعرض الخطوط العريضة لاتفاق الهدنة، آليات الانسحاب، تحديات وأفاق عودة السكان، وسنعتمد على مصادر إخبارية عالمية ومراكز بحثية معروفة مثل رويترز، «سي إس آي إس»، «فاينانشيال تايمز»، وغيرها. الهدف: أن نحصل على تحليل واقعي موثوق به، يمنح القارئ رؤية متوازنة عن الوضع، مع تشجيع التفكير النقدي.
خلفية الصراع والدوافع نحو الهدنة:
حصيلة الصراع والضغط الإنساني:
بعد عامين من الصراع المكثف، يقول تقرير لوكالة رويترز إن آلاف الفلسطينيين بدأوا العودة إلى منازلهم “المدمّرة إلى حد كبير” فور بدء تنفيذ الهدنة، بينما بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من بعض الأماكن الحضرية. (Reuters)
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدنة دخلت حيّز التنفيذ، ما يمثّل خطوة أولى نحو إنهاء العمليات القتالية. (Financial Times)
دور الوسطاء والدبلوماسية الأميركية:
وفقا لمركز البحث CSIS، لعبت الإدارة الأميركية دورًا محوريًا في دفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق، من خلال ضغوط دبلوماسية مكثفة والتنسيق مع مصر وقطر وتركيا. (CSIS)
وقبل الإعلان الرسمي عن الهدنة، صرّح الرئيس الأميركي بأنه تم الاتفاق على “خط انسحاب أولي” من غزة، تطبيقا لبنود الاتفاق المزمع. (Reuters)
بنود الاتفاق كما وردت في المصادر الموثوقة:
إليك أهم البنود التي تم الحديث عنها في التقارير الإعلامية والمراكز البحثية:
-
إطلاق الأسرى:
-
بموجب الاتفاق، يجب أن تطلق حماس نحو 48 رهينة خلال 72 ساعة من بدء تنفيذه، بمن فيهم 20 شخصًا يُعتقد أنهم أحياء. (Financial Times)
-
كما يُفترَض تسليم رفات بعض الرهائن الذين توفوا. (Financial Times)
-
الانسحاب الإسرائيلي الجزئي وإعادة الانتشار:
-
فتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية:
-
جزء من الاتفاق ينص على إدخال عدد كبير من الشاحنات يوميًا لتعزيز الدعم الغذائي والدوائي والوقود. (Financial Times)
-
فتح معابر مثل «كرم أبو سالم» وغيرها لتسهيل دخول الإمدادات. (Reuters)
-
-
عودة النازحين تدريجيًا:
-
آليات المراقبة والتثبيت وأدوار القوى الدولية:
آليات الانسحاب: كيف يُنفَّذ الاتفاق؟
الانسحاب التدريجي وإعادة الانتشار:
الاتفاق لا ينص على انسحاب فوري وكامل، بل على انتكاس تدريجي للقوات من المناطق الحضرية إلى “خط الانسحاب المتفق عليه” ضمن غزة. (Reuters)
هذا النمط يُتيح مراقبة التنفيذ، وتقليل الفوضى، وضمان ألا تُستغل الفراغات الأمنية بشكل مفاجئ من أي طرف.
بقاء الوجود العسكري في بعض المناطق:
حتى مع بدء الانسحاب من المدن، من المتوقع أن تبقى إسرائيل تسيطر على بعض النقاط الاستراتيجية داخل القطاع، لردع أي انتهاك أو تجدد العنف. (The Guardian)
التحقق والمراقبة الدولية:
اقتُرِحت آلية مراقبة دولية تضم دولًا عربية وغربية لضمان تنفيذ الاتفاق، والتحقيق في أي ادعاء بخرق الهدنة. (The Scottish Sun)
كما أن الإدارة الأميركية تعهّدت بعدم ترك إسرائيل تخرج عن الاتفاق، بحسب تقارير Axios. (Axios)
عودة السكان إلى غزة: الفرص والتحديات
الواقع على الأرض: عودة بعد الانسحاب
حسب رويترز، آلاف الفلسطينيين بدأوا العودة سيرًا على الأقدام من الجنوب إلى الشمال فور بدء الانسحاب، إلى الأماكن التي غادروها رغم الدمار. (Reuters)
يُروى أن بعضهم قال: «حتى فوق الأنقاض نعود، لأننا نفتقد إلى المكان الذي كان بيتنا». (Reuters)
التحديات التي أمام العودة:
-
الأمن والمخاطر المتفجرة: وجود ألغام أو متفجرات غير منفجرة قد تعرّض العائدين للخطر.
-
البنى التحتية المدمّرة: المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، المستشفيات لم تُرمَّم بعد في معظم المناطق.
-
نقص الخدمات الأساسية: المدارس، المراكز الصحية، وسائل النقل قد تكون غير جاهزة لاستقبال السكان.
-
التمويل والإدارة: إعادة الإعمار بحاجة إلى أموال ضخمة، وقد تحدث مشكلات في الشفافية أو التنسيق.
-
الثقة والضمانات: بعض السكان قد يخشون العودة إذا لم يكن هناك ضمان أمني فعلي وتحقق من الالتزامات.
الفوائد المحتملة:
-
تخفيف العبء على التجمعات الكبيرة التي استُقبلت في الجنوب.
-
إحياء الحياة في الأحياء المتضرّرة، وإن كانت بخطى بطيئة.
-
دعم استقرار الهدنة من خلال وجود مدنيين يحافظون على التواصل المجتمعي.
-
إرسال إشارة رمزية بأن الاتفاق ليس مجرّد نصّ على الورق، بل إمكانية حقيقة لإعادة الحياة.
تحليل الجدوى: هل الاتفاق قابل للاستمرار؟
نقاط القوة:
-
يمثل أول اتفاق واضح بعد حرب طويلة، يعطي فسحة إنسانية للمحتاجين.
-
فتح المساعدات الدولية ضرورة حيوية لوقف الكارثة الإنسانية.
-
المشاركة الدولية والضغوط الدبلوماسية تُعزّز فرص التزام الأطراف.
التحديات الأساسية:
-
غياب وضوح في تفاصيل الانسحاب الكامل أو في بنود المرحلة الثانية. (CSIS)
-
عدم وضوح جدول نزع سلاح حماس أو شروط تسليم الأسلحة الثقيلة. (CSIS)
-
إمكانية تجدد النزاع إذا فشل أحد الجانبين في تنفيذ التزاماته.
-
تمويل إعادة الإعمار ومراقبة التنفيذ قد يواجهان مقاومة أو تأخير.
سيناريوهات مستقبلية:
-
الاستمرار التدريجي للسلام: يتم تنفيذ البنود، تُبنى الثقة، ينتقل الأمر إلى اتفاق دائم.
-
هدنة هشة مع توترات متقطعة: قد تُحترم الهدنة جزئيًا، لكن النزاعات المحلية قد تتكرر.
-
انهيار الاتفاق: في حال فشل التنفيذ أو خرق كبير، يُحتمل أن يعود القتال تدريجياً.
ختاما:
باتفاق وقف إطلاق النار في غزة 2025 فرصة ثمينة — لكنها أيضًا تحدٍّ كبير. يعتمد نجاحه على التزام الأطراف، رصد دولي، أموال للإنقاذ، والإرادة السياسية الداخلية. لا ينفع أن نعتبره نهاية للصراع، لكنه ربما بداية لمرحلة جديدة من إعادة البناء والحوار.
أدعوك أن تشارك هذا المقال، وتعبّر عن رأيك: هل تتوقع هذا الاتفاق أن يدوم؟ وما الذي يجب أن يُضمن ليكون مستقرًا على الأرض؟ إذا رغبت، يمكنني تزويدك بخريطة تفصيلية للمناطق التي سيتم فيها الانسحاب أو عودة السكان، أو تحليل مواقف الدول الكبرى من الاتفاق. هل أرسلها لك؟
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع