أيت بوكماز
الكرامة والعدالة المجالية... صرخة من عمق الأطلس:
السياق العام: تهميش تاريخي ونزيف في التنمية المجالية
-
عزلة جغرافية قاتلة بسبب هشاشة البنية التحتية
-
نقص الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، والماء الصالح للشرب
-
غياب فرص الشغل وهجرة الشباب
-
تهميش تام في السياسات العمومية المجالية
هذا التهميش، الذي طال أجيالًا، أفرز إحساسًا عميقًا بالحكرة واللامساواة، مما مهّد الأرضية لانفجار احتجاجي سلمي، ناضج ومنظم.
تفاصيل المسيرة: تنظيم محكم ورسالة حضارية
بدأت "مسيرة الكرامة والعدالة المجالية" من دواوير أيت بوكماز صباحًا، في خطوة تصعيدية بعد استنفاد كل قنوات الحوار السابقة، حيث:
-
شارك فيها عشرات المحتجين، رجالًا ونساء، من مختلف الأعمار.
-
رُفعت خلالها شعارات تطالب بالكرامة، العدالة، والإنصاف المجالي.
-
تم توثيق كل مراحلها من طرف اللجنة الإعلامية للحركة، ما منحها صدى وطنيًا.
والمثير في هذه المسيرة أنها لم تتجه صوب العاصمة أو الرباط كما تفعل الحركات الوطنية، بل اختارت السير نحو مقر عمالة إقليم أزيلال، في رسالة رمزية قوية: "نحن لا نبحث عن صراع مع الدولة، بل نطالب بتدخل الدولة لإنصافنا".
مطالب الساكنة: بسيطة في ظاهرها... لكنها جوهرية
رغم اتساع دائرة الغضب، إلا أن لائحة المطالب كانت واقعية وقابلة للتنزيل، ومن أبرزها:
-
إصلاح الطرق والمسالك الجبلية، خصوصًا الطريق الرابطة بين تبانت وأزيلال.
-
إحداث مستشفى محلي وتجهيز المركز الصحي بالأطر والمعدات.
-
دعم التعليم عبر تعزيز الموارد البشرية وتوفير النقل المدرسي.
-
توفير الماء الشروب وتوسيع شبكات التوزيع.
-
تشجيع المشاريع الفلاحية والسياحية للشباب.
-
برمجة مشاريع فورية في ميزانية 2025 تُراعي خصوصيات المنطقة الجبلية.
هذه المطالب، على بساطتها، تعكس فجوة عميقة في العدالة المجالية بين مناطق الهامش والمركز.
استجابة السلطة: عندما يصغي المسؤول ويتحدث صوت العقل
"استمع عامل الإقليم باهتمام كبير لكل انشغالات السكان، وأبدى تفهمًا عميقًا لمطالبهم، مع التزام فوري بالاستجابة لمطالبهم الأساسية."
كما عبّرت السلطات الإقليمية عن:
-
استعدادها الفوري لتنزيل حزمة مشاريع استعجالية.
-
فتح قنوات دائمة للحوار مع ممثلي الساكنة.
-
تفعيل مبدأ العدالة المجالية ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هذا الانفراج، الذي جاء بعد 3 أيام من المسيرة، عُدّ انتصارًا للنضال السلمي وللعقل الجماعي المحلي.
الإعلام والمجتمع المدني: دور محوري في كسر العزلة
أشادت الساكنة، في بلاغها الختامي، بالدور الكبير الذي لعبته:
-
وسائل الإعلام الوطنية والمحلية، التي غطّت الحدث بمهنية وموضوعية.
-
المنظمات الحقوقية والجمعيات الديمقراطية، التي أصدرت بيانات تضامن.
-
رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين صنعوا زخمًا رقميًا حوّل المسيرة إلى قضية رأي عام.
هذا الدعم الواسع ساهم في كسر جدار الصمت المحيط بالمنطقة، وأجبر المسؤولين على التعاطي الجاد مع مطالب الساكنة.
أيت بوكماز... المرآة العاكسة للعدالة المجالية في المغرب
ما حدث في أيت بوكماز لا يجب أن يُنظر إليه كـ "حالة معزولة"، بل كمؤشر صارخ على عمق أزمة العدالة المجالية بالمغرب، التي تتجلى في:
-
تفاوت فرص التنمية بين الوسط الحضري والقروي
-
تركيز الاستثمارات في المدن الكبرى مقابل تهميش الهوامش
-
الغياب الفعلي للعدالة الترابية في التخطيط المالي والميزانياتي
إن تحقيق عدالة مجالية حقيقية يمر حتما عبر:
-
إعادة توزيع الاستثمارات العمومية بشكل متوازن
-
تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي لصالح المناطق الجبلية
-
إشراك الساكنة المحلية في وضع البرامج التنموية
دروس وعبر: لماذا نحتاج لمسيرات الكرامة؟
من خلال تجربة أيت بوكماز، يمكن استخلاص عدد من الدروس الجوهرية:
-
النضال السلمي المنظم أقوى من أي احتجاج عشوائي.
-
التواصل الفعّال مع الإعلام والمجتمع المدني يعزز صوت الهامش.
-
المسؤول الذي يصغي قد يمنع فتيل أزمة قد تتحول إلى كارثة.
-
العدالة المجالية ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية لضمان الاستقرار.
ختاما: أيت بوكماز.. البداية فقط
أيت بوكماز اليوم ليست فقط قرية في أعالي الجبال، بل أصبحت رمزًا وطنيًا لصوت الهامش الذي قرر أن لا يسكت بعد الآن.
الأسئلة الشائعة (FAQ):
ما هي دوافع مسيرة الكرامة والعدالة المجالية بأيت بوكماز؟
هل استجابت السلطات المحلية لمطالب المحتجين؟
ما هي أبرز مطالب الساكنة؟
هل كانت المسيرة سلمية؟
ما الرسالة الأبرز من هذه المسيرة؟
شارك المقال مع أصدقائك وعبّر عن رأيك في التعليقات — لنبني جميعًا مغربًا يحقق الإنصاف لكل مناطقه، من المركز إلى أقصى الهوامش.
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع