أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD  أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD

آخر الأخبار

أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع

مسيرة الكرامة والعدالة المجالية بأيت بوكماز: حين ينتصر صوت العقل ويُستعاد الأمل

أيت بوكماز


أيت بوكماز

الكرامة والعدالة المجالية... صرخة من عمق الأطلس:


من أعماق جبال الأطلس، وتحديدًا من دواوير أيت بوكماز الواقعة بإقليم أزيلال، انطلقت شرارة مسيرة سلمية حملت اسمًا بالغ الدلالة: "مسيرة الكرامة والعدالة المجالية". لم تكن مجرد احتجاج عابر أو تجمهر طارئ، بل تعبيرًا ناضجًا عن أزمة تنموية متجذّرة ومطالب اجتماعية عادلة، لطالما تم تجاهلها أو تأجيلها لسنوات.

في سابقة نادرة تُحسب للساكنة المحلية، اختار أبناء أيت بوكماز نهج النضال السلمي والمطالبة بالحوار الجاد، واستطاعوا بذلك فرض وجودهم على الخارطة الوطنية، ليس فقط بصوت مرتفع، بل بأخلاق عالية ومسؤولية راقية. فما هي تفاصيل هذه المسيرة؟ وما المطالب التي حملها المحتجون؟ وكيف جاءت استجابة السلطات؟ وما هي الرسائل التي يمكن استخلاصها من هذا الدرس النضالي الحضاري؟

السياق العام: تهميش تاريخي ونزيف في التنمية المجالية


رغم الجمال الطبيعي الأخّاذ الذي يميّز منطقة أيت بوكماز، المصنفة ضمن أجمل الوجهات البيئية في المغرب، إلا أن الواقع التنموي للمنطقة يختلف كليًا عن صورتها السياحية.
لعقود، ظلت دواوير أيت بوكماز تعاني من:

  • عزلة جغرافية قاتلة بسبب هشاشة البنية التحتية


  • نقص الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، والماء الصالح للشرب


  • غياب فرص الشغل وهجرة الشباب


  • تهميش تام في السياسات العمومية المجالية


هذا التهميش، الذي طال أجيالًا، أفرز إحساسًا عميقًا بالحكرة واللامساواة، مما مهّد الأرضية لانفجار احتجاجي سلمي، ناضج ومنظم.


أيت بوكماز

تفاصيل المسيرة: تنظيم محكم ورسالة حضارية


بدأت "مسيرة الكرامة والعدالة المجالية" من دواوير أيت بوكماز صباحًا، في خطوة تصعيدية بعد استنفاد كل قنوات الحوار السابقة، حيث:


  • شارك فيها عشرات المحتجين، رجالًا ونساء، من مختلف الأعمار.


  • رُفعت خلالها شعارات تطالب بالكرامة، العدالة، والإنصاف المجالي.


  • تم توثيق كل مراحلها من طرف اللجنة الإعلامية للحركة، ما منحها صدى وطنيًا.


والمثير في هذه المسيرة أنها لم تتجه صوب العاصمة أو الرباط كما تفعل الحركات الوطنية، بل اختارت السير نحو مقر عمالة إقليم أزيلال، في رسالة رمزية قوية: "نحن لا نبحث عن صراع مع الدولة، بل نطالب بتدخل الدولة لإنصافنا".


مطالب الساكنة: بسيطة في ظاهرها... لكنها جوهرية


رغم اتساع دائرة الغضب، إلا أن لائحة المطالب كانت واقعية وقابلة للتنزيل، ومن أبرزها:


  1. إصلاح الطرق والمسالك الجبلية، خصوصًا الطريق الرابطة بين تبانت وأزيلال.

  2. إحداث مستشفى محلي وتجهيز المركز الصحي بالأطر والمعدات.

  3. دعم التعليم عبر تعزيز الموارد البشرية وتوفير النقل المدرسي.

  4. توفير الماء الشروب وتوسيع شبكات التوزيع.

  5. تشجيع المشاريع الفلاحية والسياحية للشباب.

  6. برمجة مشاريع فورية في ميزانية 2025 تُراعي خصوصيات المنطقة الجبلية.


هذه المطالب، على بساطتها، تعكس فجوة عميقة في العدالة المجالية بين مناطق الهامش والمركز.


استجابة السلطة: عندما يصغي المسؤول ويتحدث صوت العقل


في مشهد غير مألوف، استقبل عامل إقليم أزيلال ممثلي الساكنة بشكل مباشر، وهو ما شكل لحظة مفصلية في المسيرة.

وبحسب بلاغ اللجنة الإعلامية:

"استمع عامل الإقليم باهتمام كبير لكل انشغالات السكان، وأبدى تفهمًا عميقًا لمطالبهم، مع التزام فوري بالاستجابة لمطالبهم الأساسية."

 

كما عبّرت السلطات الإقليمية عن:


  • استعدادها الفوري لتنزيل حزمة مشاريع استعجالية.


  • فتح قنوات دائمة للحوار مع ممثلي الساكنة.


  • تفعيل مبدأ العدالة المجالية ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.


هذا الانفراج، الذي جاء بعد 3 أيام من المسيرة، عُدّ انتصارًا للنضال السلمي وللعقل الجماعي المحلي.


الإعلام والمجتمع المدني: دور محوري في كسر العزلة


أشادت الساكنة، في بلاغها الختامي، بالدور الكبير الذي لعبته:


  • وسائل الإعلام الوطنية والمحلية، التي غطّت الحدث بمهنية وموضوعية.


  • المنظمات الحقوقية والجمعيات الديمقراطية، التي أصدرت بيانات تضامن.


  • رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين صنعوا زخمًا رقميًا حوّل المسيرة إلى قضية رأي عام.


هذا الدعم الواسع ساهم في كسر جدار الصمت المحيط بالمنطقة، وأجبر المسؤولين على التعاطي الجاد مع مطالب الساكنة.


أيت بوكماز... المرآة العاكسة للعدالة المجالية في المغرب


ما حدث في أيت بوكماز لا يجب أن يُنظر إليه كـ "حالة معزولة"، بل كمؤشر صارخ على عمق أزمة العدالة المجالية بالمغرب، التي تتجلى في:


  • تفاوت فرص التنمية بين الوسط الحضري والقروي


  • تركيز الاستثمارات في المدن الكبرى مقابل تهميش الهوامش


  • الغياب الفعلي للعدالة الترابية في التخطيط المالي والميزانياتي


إن تحقيق عدالة مجالية حقيقية يمر حتما عبر:


  • إعادة توزيع الاستثمارات العمومية بشكل متوازن


  • تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي لصالح المناطق الجبلية


  • إشراك الساكنة المحلية في وضع البرامج التنموية


دروس وعبر: لماذا نحتاج لمسيرات الكرامة؟


من خلال تجربة أيت بوكماز، يمكن استخلاص عدد من الدروس الجوهرية:


  1. النضال السلمي المنظم أقوى من أي احتجاج عشوائي.

  2. التواصل الفعّال مع الإعلام والمجتمع المدني يعزز صوت الهامش.

  3. المسؤول الذي يصغي قد يمنع فتيل أزمة قد تتحول إلى كارثة.

  4. العدالة المجالية ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية لضمان الاستقرار.


ختاما: أيت بوكماز.. البداية فقط


انتصرت "مسيرة الكرامة والعدالة المجالية" في جولتها الأولى، ليس فقط بتحقيق المطالب العاجلة، بل بترسيخ ثقافة المواطنة الفاعلة وإعلاء صوت العقل والحوار.

لكن المعركة الحقيقية تبدأ الآن، مع ضرورة التتبع والمراقبة وتنفيذ الوعود على الأرض.

أيت بوكماز اليوم ليست فقط قرية في أعالي الجبال، بل أصبحت رمزًا وطنيًا لصوت الهامش الذي قرر أن لا يسكت بعد الآن.


الأسئلة الشائعة (FAQ):


ما هي دوافع مسيرة الكرامة والعدالة المجالية بأيت بوكماز؟


انطلقت المسيرة بسبب التهميش التنموي الذي تعاني منه دواوير أيت بوكماز، وغياب البنيات الأساسية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.

هل استجابت السلطات المحلية لمطالب المحتجين؟


نعم، عبّر عامل إقليم أزيلال عن استعداد السلطات لتنزيل مطالب الساكنة، مع التزام رسمي بالاستجابة الفورية للأولويات.

ما هي أبرز مطالب الساكنة؟

تحسين الطرق، توفير الماء الشروب، دعم التعليم والصحة، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية المحلية.

هل كانت المسيرة سلمية؟


نعم، اتسمت بالانضباط والمسؤولية، وكانت مثالًا للنضال السلمي المتحضر.

ما الرسالة الأبرز من هذه المسيرة؟


أن العدالة المجالية ضرورة وطنية، وأن سكان الهامش يطالبون بحقوقهم بوعي وسلمية، لا بشغب أو صدام.

شارك المقال مع أصدقائك وعبّر عن رأيك في التعليقات — لنبني جميعًا مغربًا يحقق الإنصاف لكل مناطقه، من المركز إلى أقصى الهوامش.

عن الكاتب

مدونة أخبار بلا حدود مدونة أخبار بلا حدود -- News Bilal Hodoud هي بوابتكم الموثوقة لمتابعة أحدث الأخبار الدولية والوطنية والمحلية. نلتزم بتقديم تغطية شاملة لأبرز الأحداث حول العالم، مع تسليط الضوء على القضايا والتطورات في المغرب. هنا ستجدون تحليلات معمقة، وآراء موضوعية، وتغطيات حصرية تواكب كل ما يهم القارئ المغربي من أخبار سياسية، اقتصادية، وثقافية، وصولاً إلى الأخبار المحلية التي تؤثر في حياتنا اليومية. انضموا إلينا لتكونوا دائمًا على اطلاع بكل جديد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أخبار بلا حدود -- NEWS BILA HODOUD