جماعة فزوان على صفيح ساخن
تشهد جماعة فزوان التابعة لإقليم بركان هذه الأيام حالة من الاحتقان الشديد، بعد انفجار أزمتين متزامنتين تمسّان بشكل مباشر قطاع التربية والتعليم، وتؤثران على مستقبل التلاميذ والناشئة. الأزمة الأولى تتعلق بفرض واجبات مالية على النقل المدرسي رغم مساهمة الجماعة بما يقارب خمسين مليون سنتيم سنوياً لفائدة الجمعية الإقليمية لتطوير وتعميم التعليم، في الوقت الذي كان المنتظر أن تبقى الخدمة مجانية لفائدة الأسر. أما الأزمة الثانية فتتجسد في قرار إزالة فرعية المنزل التابعة لمجموعة مدارس أبي العباس الجيراوي، ونقل كافة تلاميذها إلى المدرسة الأم، وهو القرار الذي أثار رفضاً واسعاً بين الساكنة لِما يترتب عليه من أعباء إضافية ومخاطر اجتماعية.
أمام هذه التطورات، دخلت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان على الخط بقوة، حيث أصدرت بلاغاً شديد اللهجة ندّدت فيه بالقرارات التي اعتبرتها مجحفة في حق أبناء المنطقة، مطالبة بضرورة مراجعتها بشكل عاجل. كما تقدمت بطلب رسمي لعقد لقاء مستعجل مع كل من رئيس جماعة فزوان، والمديرية الإقليمية للتعليم ببركان، والجمعية الإقليمية، قصد مناقشة هذه الملفات الحساسة ووضع حد لحالة التذمر التي تسود الأوساط المحلية.
المحور الأول: أزمة النقل المدرسي.. مجانية على الورق وأداء إجباري على الواقع
يشكل النقل المدرسي حجر الزاوية في ضمان استمرار التلاميذ في مسارهم الدراسي، خصوصاً في جماعة فزوان التي تضم دواوير ومناطق نائية. غير أن الأسر تفاجأت هذه السنة بفرض واجبات مالية تحت مبرر تغطية تكاليف التسيير والصيانة، رغم أن الجماعة خصصت ما يقارب 50 مليون سنتيم لدعم هذه الخدمة لفائدة الجمعية الإقليمية.
هذا الوضع أثار موجة غضب وتساؤلات حول:
-
مصير الدعم المالي الكبير الذي ترصده الجماعة.
-
غياب الشفافية في تدبير الشراكات.
-
تناقض الخطاب الرسمي حول تشجيع التعليم مع القرارات التي ترهق الأسر مادياً.
الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان اعتبرت أن ما يحدث إجهاز واضح على مبدأ تكافؤ الفرص، مؤكدة أن النقل المدرسي خدمة اجتماعية كان يفترض أن تُقدَّم مجاناً باعتبارها مموّلة من المال العام.
المحور الثاني: فرعية المنزل.. قرار الإغلاق يثير الغضب الشعبي
في موازاة أزمة النقل، فجرت المديرية الإقليمية للتعليم ببركان جدلاً آخر بعد قرارها إغلاق فرعية المنزل التابعة لمجموعة مدارس أبي العباس الجيراوي، وإجبار كافة التلاميذ على الانتقال إلى المدرسة الأم.
هذا القرار خلف موجة رفض واسعة وسط الساكنة، الذين اعتبروا أن الخطوة ستؤدي إلى:
-
معاناة يومية للتلاميذ بسبب طول المسافة وصعوبة التنقل.
-
ارتفاع نسب الهدر المدرسي في صفوف الفتيات الصغيرات خصوصاً في القرى.
-
تحميل الأسر تكاليف إضافية لم تكن في الحسبان.
الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان أصدرت بلاغاً شديد اللهجة، رافضة هذا القرار الذي وصفته بغير المبرر وغير العادل، مطالبة بالتراجع عنه حفاظاً على مصلحة التلاميذ.
المحور الثالث: الموقف الحازم للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان
أمام تزامن الأزمتين، تحركت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان بشكل قوي وفاعل، حيث:
-
أصدرت بلاغاً شديد اللهجة أدانت فيه السياسات التعليمية المحلية، واعتبرت أن قراري فرض واجبات النقل المدرسي وإغلاق فرعية المنزل يضربان الحق الدستوري في التعليم.
-
قدمت طلباً رسمياً لعقد لقاء مستعجل مع كل من جماعة فزوان، المديرية الإقليمية للتعليم، والجمعية الإقليمية، لمناقشة الملفين والبحث عن حلول عملية تضمن مصلحة التلاميذ.
-
أكدت استعدادها لخوض كافة الأشكال النضالية المشروعة في حال لم تتم الاستجابة لمطالبها.
بهذا الموقف، برزت الكتابة المحلية كصوت مدافع عن حقوق التلاميذ والأسر، وكسند سياسي وشعبي ضاغط على الجهات المسؤولة.
المحور الرابع: التداعيات الاجتماعية والسياسية للأزمتين
الأزمتان لا تمسان فقط الجانب التعليمي، بل لهما انعكاسات أوسع:
-
اجتماعياً: زيادة الأعباء على الأسر محدودة الدخل، وتهديد حق أبنائها في متابعة دراستهم بشكل طبيعي.
-
سياسياً: تراجع الثقة في المؤسسات المحلية والجمعيات، وصعود الأصوات المنتقدة لغياب الشفافية والمساءلة.
-
حقوقياً: تهديد مباشر لمبدأ تكافؤ الفرص وللحق في التعليم المنصوص عليه دستورياً ودولياً.
ختاما: النقل المدرسي بين مجانية الماضية و إلزامية الحاضر
تُظهر أزمتا النقل المدرسي وإغلاق فرعية المنزل بجماعة فزوان هشاشة تدبير قطاع التعليم محلياً، وغياب التنسيق بين مختلف المتدخلين. غير أن الموقف الحازم للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان أعاد الأمل لدى الساكنة في إمكانية مراجعة هذه القرارات غير الشعبية، والبحث عن حلول تحفظ مصلحة التلاميذ أولاً.
إن ضمان مجانية النقل المدرسي، والإبقاء على فرعية المنزل مفتوحة، ليسا مجرد مطالب آنية، بل هما خيار استراتيجي لحماية مستقبل أبناء الجماعة، وتفادي مزيد من الهدر المدرسي والتفاوت الاجتماعي.
أسئلة شائعة (FAQ):
1. لماذا أثارت أزمة النقل المدرسي بجماعة فزوان كل هذا الجدل؟
لأن الأسر فوجئت بفرض واجبات مالية رغم أن الجماعة تؤدي سنوياً دعماً مهماً (50 مليون سنتيم) لفائدة الجمعية الإقليمية.
2. ما هي أبرز تداعيات إغلاق فرعية المنزل؟
إجبار التلاميذ على التنقل لمسافات أطول أو إظافة أعباء مالية إظافية على أسرهم، مما يهدد بارتفاع الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات.
3. ما هو موقف الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية – فزوان؟
أصدرت بلاغاً شديد اللهجة، وطلبت لقاءً مستعجلاً مع الجماعة والمديرية والجمعية، مؤكدة استعدادها لاتخاذ خطوات نضالية إذا لم تتم معالجة الملفين.
4. هل يمكن أن تتراجع الجهات المعنية عن هذه القرارات؟
الضغط الشعبي والسياسي، خصوصاً من طرف الكتابة المحلية، قد يدفع إلى مراجعة القرارات أو تعديلها بما يحفظ مصلحة التلاميذ.
5. ما الحلول الممكنة للأزمتين؟
-
ضمان مجانية النقل المدرسي عبر تفعيل الدعم المالي بشفافية.
-
الإبقاء على فرعية المنزل أو توفير بدائل قريبة لتفادي الانقطاع عن الدراسة.
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع